المقالات

واقع الحياة في إسطنبول

لقد واجهنا هذا السؤال عدة مرات من متابعي بوابة تركيا: ما هو واقع الحياة في إسطنبول؟ هل كل هذه الإعلانات الملونة تطابق الواقع؟ ما هي مدينة اسطنبول؟ أين تقع أحياء الأغنيا في المدينة وأين يعيش طبقة الفقراء ، وملخص لهذه الأسئلة. لذلك، قررنا نتكلم عن تجاربنا، في هذه المجلة الشهرية. العيش في مدينة اسطنبول الجميلة واختلافه عن مدن الأخرى في المنطقة. بالتأكيد، تجارب الناس، خاصة عند الهجرة، تختلف عن بعضها البعض، ولكن هناك العديد من النقاط المشتركة. العيش في اسطنبول لديه تعريف حصري لكل شخص.

دعونا أولاً نفهم جغرافية إسطنبول ونرى أين نعيش. تقع إسطنبول في إتجاه شرقي-غربي، وهذا يعني، عرضه أطول من طوله. البحر الأسود في الشمال وبحر مرمرة في الجنوب، يصل هذان البحاران بمضيق البوسفور.  إذا نظرت إلى خريطة اسطنبول أعلاه، سترى المدينة على طول الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور، المعروف باسم “تراقيا”، والجانب الآسيوي أو “الأناضول”، ما يجعلها من بين مجموعة من المدن الواقعة على قارتين.

معظم المناطق الشهيرة في اسطنبول، مثل تقسيم، أكاساراي والسلطان أحمد، تقع في الجانب الأوروبي. تقع بيليكدوزو وإسنايفرز في غرب هذا الجانب من أوروبا.  تشمل الأماكن الآسيوية الشهيرة علي كاديكوي، أتاشهير، بنديك، وبستانجي.

يقع مطار صبيحا في الجانب الآسيوي من اسطنبول والمطار الجديد في شمال المنطقة الأوروبية. تتمتع الأجزاء الوسطى من المدينة بطقس أكثر رطوبةً، وكلما ذهبنا غربًا، زادت الرياح وتقلل من الرطوبة.

بشكل عام، نسبة الرطوبة في إسطنبول مرتفعة، ومن الأفضل أن تعرف العفن في المنازل القديمة، خاصةً في الطابق الأرضي، يقع على جدار كالمعتاد.

دعنا نتكلم عن حي الأثرياء والفقراء في إسطنبول.

صراحتاً إسطنبول ليس كذلك، غير منطقة أو منطقتين مثل ببك في بقية اسطنبول، يكون الشارع أو المنطقة لسكان الأثرياء و “الطبقة” عالية وبنايات فخمة و على بعد أمتار قليلة، تختلف المظهر والثقافة تمامًا. حتى في مناطق مثل بشكتاش وساري وأتاشهير، والتي تعد أكثر مدن المدينة حداثة واناقةً، فهناك شوارع أو أحياء مختلفة عن نسيج باقي المنطقة.  لذلك عندما ترى منازل جملية على دعايات الإنترنت وتعتقد أنها أنيقة وفاخرة للغاية، فليس من البعيد أن يكون هناك اماكن قديمة ومنازل بسيطة المظهر الى جانبها أو حتى في الحي. في الكثير من الأحيان لفت نظر المشتري الي بناية خاصة وأعجبه عن طريق الإنترنت ولكن عندما شاف الحي، لم يدخل في المنزل. لذلك، للعيش في اسطنبول ، لا يهم تخطيط منزلك، ولكن الأهم أين يقع؟

يعيش الكثير من الناس في اسطنبول في مناطق بعيدة عن وسط المدينة. وهذا قد يستغرق حوالي ساعة واحدة للوصول إلى أكساراي علي سبيل المثال مع السيارة، ولكن الميزة الكبيرة أن جميع أحياء إسطنبول، وخاصة مناطق الحديثة، مثل بيليكدوزو وأتا تشيسنار، ليست هناك حاجة للسفر إلى وسط المدينة إلا في حالات نادرة مثل الذهاب إلى القنصلية.

لقد تم بناء إسطنبول بطريقة تجعل كل منطقة في الواقع مدينة بنفسها، من حيث كل وسائل الراحة موجودة فيها. وفقًا للقانون البلدي للمدينة، يجب أن توفر كل منطقة بها أكثر من 5000 نسمة جميع الخدمات المدنية. تم تجهيز المستشفيات في جميع المناطق، وهناك العديد من المدارس الحكومية، وللكليات أيضًا فرع واحد أو حتى فرعين في كل منطقة، وهناك مركز تجاري كبير على الأقل، صالة سينما كبيرة ومحلات السوبر ماركت، موجودة في كل مكان.

وسائل الراحة، وحتى المراكز الحكومية والمجمعات القانونية، وكذلك البلديات، تنشط في جميع المناطق، و لذلك، ليست هناك حاجة للذهاب إلى وسط المدينة. إذا كان من الضروري الذهاب إلى المدينة للقيام بشيء ما أو زيارة مكان معين ، فإن وسائل النقل العام في إسطنبول واسعة الانتشار للغاية. سيارات أجرة التي تعرف بإسم “دلموش” توجد في كل الأزقة، وغالبًا ما يستخدم سكان اسطنبول هذه السيارات للكزدرة في عطلات نهاية الأسبوع.

اما حول الأطباء والخدمات الصحية والطبية،

الحياة في اسطنبول لها قصتها الخاصة. إذا كنا نريد التحدث عن طبيب، يجب أن نقول أنه في تركيا، لاتوجد عيادات الخاصة. أكثر من 90 ٪ من الأطباء، في المستشفيات الحكومية، يزور المرضى ولديهم معدات مستشفى جيدة للغاية، وحتى المستشفيات الحكومية مجهزة بالكامل. اغلبية العيادات خارج المستشفى لأطباء الأسنان. لمقابلة خبير في المستشفى، يمكنك حجز موعد شخصيا أو عبر الإنترنت. الروتين هنا هو أنه في وقت الفحص وحتى العلاج، لا يعطونك عادةً الملف أو نتيجة الإختبار ورقياً، ولكن كل شيء موجودةعلى كمبيوتر الطبيب.

يقوم طبيبك بإرسالك إلى المختبر، ونتيجة الاختبار التي يمكنك رؤيتها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وستتم علاجك وفقًا للاختبار.

في تركيا، قد يؤخذ عينات من الدم حتى لعلاج البرد، حيث لا يتم وصف المضادات الحيوية ببساطة. الکثیر من المهاجرین والمواطنين الاتراك يشملهم مشروع طبيب الأسرة، يمكن استفادة من الخدمات الصحية مثل زيارة الطبيب مجاناً اذا لديهم “كيمليك” ولكن الأدوية غالية جداً من حيث السعر والجودة.

الصيدليات على مدار الساعة لاتوجد في كل المكان. إذا كنت بحاجة إلى العثور على دواء خارج ساعات العمل، فيمكنك العثور على الصيدلية في المنطقة الخاصة بك أو سؤال عن المستشفى. في معظم المستشفيات لا توجد صيدلية.

في موضوع التعليم هناك الفرق بين تركيا وبلدان أخرى الى حد ما.

في تركيا، شيء يسمى ضغط الدرس والمدرسة غير محدد للأطفال . الحياة في اسطنبول أظهرت لنا أنه لايوجد ضغوط غريبة والامتحانات للتقييم الحقيقي لمعلومات الطالب.

أول سنتين من نظام المدارس الابتدائية لايسجل الدرجات للدروس ويقيم جودة عمل الطلاب. وفي العامين المقبلين، يتم اختبار الطالب كميًا ونوعیاٌ.

لدى كل الصف غروبات في تطبيقات للتواصل الإجتماعي، ثم يتم إبلاغ أولياء الأمور بالمعلومات حول أنشطة الفصل، لذلك لا يذهب الآباء إلى المدرسة دون طلب المعلم مسبقاً.

في المدارس الثانوية، نظام الاختبار على أساس درجة 100. في فترة الامتحانات، ليس غريباً أن يتم اختبار درسين ليوم واحد، لأن المبدأ يستند إلى القراءة والتحضير خلال العام الدراسي. يوم إعلان نتائج في جميع أنحاء تركيا يوم واحد ويتم استرجاع الكتب من الطلاب في نهاية العام. وبالتالي فإن لايوجد السوق السوداء للكتب الدراسية.

نخب الطلاب يدرسون في المدارس الحكومية، وبالمناسبة، تتمتع  هذه المدارس بجودة تعليمية عالية جدًا، كما أن للكليات أو المدارس الخاصة أنشطة خارج المناهج الدراسية، والمباني المدرسية قياسية ولا يمكن تحويل أي مبنى إلى المدرسة. في الصيف، تقيم جميع المراكز التابعة للبلدية دورات مجانية للطلاب. مثل الرياضة والفن.

بالنسبة للتسوق الذي فيه جاذبية والحلاوة.

في وقت مبكر من الحياة في اسطنبول، أحببنا جميعًا الشراء من ميغرو وكارفور. لكن في وقت لاحق، علمنا أن انخفاض الأسعار في تركيا ليس بالضرورة سببًا للجودة المنخفضة. لأنه في تركيا، يكون السوق تنافسياً، ويتم تسعير كل علامة تجارية في أفضل حالاتها.

لذلك وجدنا اكثر من سوبرماركت اسعارهم أرخص مثل فيله وشوك وبيم و 101. معظم هذه محلات توجد فيها الفواكه والخضروات الطازجة وهي مناسبة للتسوق يومياً. اما اذا تفضل شراء ملزوماتك بشكل أسبوعي فعليك أن تراجع أسواق الحي اليومي. هناك جنة لربات البيوت وأصحاب المتاجر. توجد فيه، الملابس والأحذية حتى الأسماك والجبن والزيتون والفواكه الطازجة. لذلك واحدة من أول احتياجات الأسرة هي عرباية للتسوق.

تذكر أن في مدينة اسطنبول دائما موسم العروضات. هناك دائمًا سبب لقيام صاحبي المحلات بخفض الأسعار وتوفير خصومات جيدة للزبائن.

نظرًا لوجود مركز تجاري على الأقل في كل منطقة، فإن معظم المهاجرين  ينتظرون لأيام العروضات وبالتالي يوفرون الكثير من نفقات المعيشة. الروتين في تركيا هو أنه سيتم تخفيض وقت استخدام كل منتج. على سبيل المثال، يتم تخفيض سعر للدراجات أول صيف أو قبل شهرالمبارك يعرض الأكلات والمواد الغذائية بأسعار أقل وتخفيضات سنوية وأيام العيد.

هناك أيضًا العديد من المناطق المتنوعة للتمتع والسياحة.

بشكل عام اذا لديك كثير من الفلوس فتقدر أن تتمتع أكثر. ولكن يمكن أن تفرح بعض من الساعات بتكلفة منخفضة للغاية. يمكنك الجلوس على البحر مع الشاي خبز سيميت ومشاهدة جمال البحر. يمكنك المشي أو ركوب الدراجة على طول الشاطئ. يمكنك الجلوس والدردشة مع الأصدقاء في المطعم والمقهى للاسترخاء وتزويدك بساعات من المتعة بأقل تكلفة.

سكان اسطنبول يدفعون ثمن الترفيه في الصيف وتكلفة الفواتير في فصل الشتاء. الصيف هو موسم السفر وزيارة المعالم السياحية، وموسم الشتاء وقت مشاهدة المسلسلات التلفزيونية في المنزل.

اسطنبول هي واحدة من أكثر المدن نشاطا وحيوية في العالم والتي لا تنام أبدًا. لأن المدينة السياحية لديها الكثير من المرح. لكن المهاجرين تعلموا إنفاق قدرما يكسبونه.

نحن تعلمنا كالمهاجرين أن ندفع حصة سعر طعامنا في المطعم وقت الغداء مع الأصدقاء. تعلمنا أن نشترى أيام الأحد الذي أسعار فيه المنخفض. تعلمنا أن ندير تكاليفنا. فهمنا ليس من الضروري أن نستخدم سيارة لكل مكان. لقد تعلمنا تشغيل المصباح الكهربائي بدلاً من ثريا كبيرة، وبدأنا الذهاب إلى كل مكان على الخريطة، باستخدام سيارة عامة. لقد تعلمنا استخدام خصومات النقل العام خاص بالطلاب. لقد تعلمنا الأطباق التركية التي لا تكلف الكثير، لكنها تشبع الأسرة. نحن نعرف أنه إذا لم يكن لدينا ظروف استقبال الضيوف، فلا نجامل في ذلك! وجدنا أن المنزل والسيارة ليس رأس مال، بل وسيلة للحياة. علمنا أنه في وقت الانتخابات، يمكن الأحزاب السياسية يجلس معًا ويتمنون النجاح.

والأهم من ذلك كله، أننا تعلمنا ألا نقارن الحياة في تركيا بالحياة في بلدنا.

 

اترك تعليقاً